كيف يكون رمضان في بلاد الاغتراب ؟
طبعا المغترب بدولة عربية
اكيد شعوره غير
انشاء الله تعجبكم
ورمضان كريم
شهر رمضان يتميز بطقوسه وعاداته وتقاليده التي تتباين من مجتمع مسلم لاخر,مع الاحتفاظ بعامل مشترك بين كل المسلمين في شتى البقاع وهو الجانب الروحي والايماني,وصلاة الجماعة والتراويح ..لكن ماذا عن رمضان في بلاد الغربة حينما يكون المسلمون اقلية صغيرة مشتتين في انحاء متفرقة؟ هل يشعر المسلم بروحانية رمضان؟ هل ثمة طقوس وعادات يمارسها الصائم في وسط جماعة من المسلمين فيشعر بفرحة الصوم والافطار؟
في البداية يقول د.احمد عمر هاشم _ رئيس جامعة الازهر الاسبق _ الذي عاش اكثر من رمضان في كثير من البلاد مبعوثا من قبل الازهر الشريف :ان رمضان في بلاد الغربة لايخلو من الصعوبة والعسر ,فهذا الشهر الكريم له طقوسه وتقاليده ووحتى اكلاته التي لا يشعر المسلم بفرحة الصييام وبهجته الا بتوافرها ..والتي رغم تباينها بعض الشئ بين الدول الاسلامية ,الا انها تتشابه وتتطابق في مظاهر كثيرة ,اهمها :تجمع العائلة حول مائدة الافطار في مشهد قد يندر وجوده طوال العام ,نتيجة انشغال افراد الاسرة او اختلاف مواعيد اعمالهم..
لهذا فكثير من المسلمين في الغربة يحاولون البحث عن هذه التقاليد ليشعرو اولادهم بدفء شهر رمضان الكريم وبروعة الصوم فيه.
ويقفز هنا سؤال:ما هو شكل رمضان في الغربة؟ هل يستطيع المسلمون بالفعل توفير الطقس الرمضاني المعروف ؟وهل تشعر الاجيال الجديدة بدفء هذا الشهر واهميته وحكمته؟هذه الاسئلة يجيب عنها الذين عاشو بعض شهور رمضان في الغربة.. ويحكون حكايته هناك في السطور التالية :
رمضان في روما
يقول السفير اليمني في اطاليا د.عبد الولي الشميري : شاءت الظروف ان اصوم شهر رمضان منذ عدة اعوام في اطاليا ,وبالتحديد في العاصمة روما ولانني يمني ولرمضان في اليمن طقوس وتقاليد قلما توجد في مكان اخر ,اهمها: بالنسبة لي على الاطلاق تجمع الاحبة حول مائدة الافطار.. والسهر والسمر الذي يمتد بعد صلاة التراويح حتى موعد السحور ثم صلاة الفجر..لهذا حاولنا نحن المسلمين توفير هذه التقاليد ,فالجاليات المسلمة تتجمع في المسجد الكبير في روما لذي بناه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد _رحمه الله_على نفقته الخاصة وتحضر النساء معها الاطباق الرمضانية والحلوى لتبدي ملامح رمضان البسيطة عند تناول الافطار وينتشر في ساحات المسجد بائعو الماكولات والمشروبات الشرقية والتي يقبل عليها الايطاليون ايضا .
وفي المتاجر التي تحيط بالمسجدتباع التمور والحلوى الرمضانية العربية بانواعها والبخور , والاطعمة التقليدية والخبز العربي.
ويضيف د.الشميري ..هذا الجو يضفي على رواد المسجد واسرهم البهجة والفرحة والشعور بالحميمية بين المسلمين بغض النظر عن الجنسية ,فالمسلم هنا يفرح بالمسلم الذي يشاركه الصوم وموعد الافطار والسحور والصلاة ,وبعض التقاليد ويحرص كثير من المسلمين على صلاة التراويح و تلاوة القران الكريم وحضور الدروس والخطب التي تقام قبل المغرب وبعد صلاة العشاء.
ولكن ثمة صعوبات ومضايقات يشعر بها المسلمون في ايطاليا ايام رمضان خاصة في السنوات الاخيرة_وهي تشدد السلطات تجاه التجمع ,وابتعاد المسجد عن مناطق اقامة كثير من المسلمين مما يصعب وصولهم اليه, وان اشطاليا لم تعترف بالدين الاسلامي اسوة بباقي الاديان حتي الان رغم انه ثاني اكبر ديانة بعد الكاثوليكية لهذا فان المسلمين يلاقون عقبات سياسية وادارية وصعوبات كبيرة في ممارسة شعائرهم
رمضان في الصين
يسمى شهر رمضان في الصين ( باتشاي ),ويبلغ عدد المسلمين حولي 21مليون مسلم , يتركزون في شمال غرب الصين .
يصوم مسلمو الصين ثلاثين يوما كل عام ولا يعتمدون على الهلال في الفطر ,لانهم لابد ان يتمو الصيام ثلاثين يوما على الدوام.
وتنتشر المساجد وتحيط بها المطاعم الاسلامية التي تنشط في رمضان وتقدم الوجبات الرقية والشامية والحلويات الرمضانية المشهورة في الدول العربية والاسلامية بجانب اكلات وحلويات المطبخ الصيني الذي يخلو من الكوليسترول لانهم لايستعملون الدهون في الاكل.
هذا ما اكده المستشار الثقافي لسفارة الصين في القاهرة واضاف:تتميز ليالي رمضان بالصلاة في المساجد وخاصة صلاة التراويح ,ويوجد في بكين عدد من المساجد اشهرها (مسجد نيوجيه)ويرجع تاريخه لاكثر من الف عام و(مسجد دو نفسي) ويرجع تاريخه لاكثر من سبعمائة عام .ويوجد بالصين بصفة
[/RIGبصفة عامة اكثر من 30 الف مسجد اقدمها على الاطلاق مسجد(هوليشينغ)ومعناه الحنين الى( النبي صلى الله عليه وسلم) بمدينة قوانفيتشو عاصمة مقاطعة قوانعذونغ وهو المسجد الذي دعا منه سعد بن ابي وقاص الصينيين الى ذخول الاسلام.
ولكن هل يشعر المسلمون وخصوصا (المغتربين) هناك بالجو الرمضاني ؟سؤال اجاب عنه المستشار مجدي مرجان رئيس منظمة الكتاب الافرواسيويين الذي شاء الله ان يقضي رمضان العام الماضي في الصين حيث يقول: لا يكاد المسلم يستشعر رائحة رمضان الا عند دخوله المسجد,انا المظاهر الرمضانية في الشوارع ووسائل الاعلام فلا وجود لها ,رغم ان الصين لها سمات الشرق الذي هي جزء منه ونشترك معها في جزء من الحضارة الا ان رمضان في الدول العربية الاسلامية لا يضاهى في اي مكان اخر في العالم.
رمضان في بريطانيا
السفير حسن ابو سعدة سفير مصر الاسبق في بريطانيايقول: يتميز رمضان في لندن باليوم الطويل جدا وكنا نفطر الساعة 10 مساءا وكان الامساك الساعة 1ز5 وبالتالي كانت فترة الاكل قليلة ,لكن الجو يساعد على الصيام بسبب درجة الحرارة المنخفضة ز
ويضيف السفير ابو سعدة قائلا:رمضان في الغربة لا نشعر بهيبته وجماله كما في بلادنا فقد كنا مشغولين طوال النهار وطوال الليل ,ومع ذلك كنا حريصين غلى التجمع معا على مائدة واحدة سواء عند سفراء عرب او مسلمين اخرين ,والغريب ان معظم الدعوات كانت على السحور وليس على الافطار لانشغالنا جميعا وقت الافطار في العمل.
وكان المركز الاسلامي له دور كبير في تجميع المسلمين في لندن حيث كان يديره ائمة معظمهم من مصر وكانو يقيمون كل يوم افطارا كما يحدث هنا في موائد الرحمن, والظريف ان بعض الناس من غير المسلمي كانو يذهبون لياكلو عليها جنبا الى جنب مع العرب والمسلمين.
هناك كذلك الاثرياء العرب الذين يتبرعون بتكاليف الاكل وخاصة في رمضان الاعياد حيث يصنعون الكعك ويضعونه على موائد كبيرة للافطار الجماعي . ويشير السفير ابو سعدة الى ان الناس في الغربة يتمسكون بالمبادئ الاسلامية حيث يعتبر دافعا قويا ليتمسك الانسان بدينه وبجذوره وعاداته التي يتجاوز عنها في بلده .
وحول الاختلاف بين رمضان في الغربة عن رمضان في حضن الوطن بالطبع فارق كبير فما نستشعره في بلدنا لايمكن ان نشعر به في اي مكان اخر خاصة في بلد وجو ومكان وناس اخرين يكون الفارق كبيرا ونشعر بالقيمة الحقيقية لنعمة الدفء والترابط والجوى الاسري في اوطاننا
ممارسةالشعائر في اليابان
في اليابان لا يتجاوز عمر الاسلام مئة عام ومع ذلك فان هناك اقبالا كبيرا على الاسلام بين اليابانيين ويبلغ عدد المسلمي من اليابانيين مئة الف مسلم , واما غير اليابانيين فيزيدون ثلاثة اضعاف هذا العدد وهناك تقارب بين المسلمين تسوده مشاعر الالفة والمودة,وخصوصا في مثل هذا الشهر الكريم الذي له وضعه الخاص بين شهور العام عند عموم المسلمين ,وكالعادة تبدا استعدادات هذا الشهر الكريم قبل حلوله ,فيقوم المركز الاسلامي بتولي عملية استطلاع هلال رمضان ,وتوزيع قوائم باسماء المطاعم والمحلات التي تبيع الاطعمة الحلال وتمد بها كل التجمعات والمؤسسات الاسلامية الاخرى.
ويقوم المعهد العربي الاسلامي باقامة افطار يومي للصائمين ويحضره كثير من الناس ولله الحمد ,واغلبهم قريب من المسجد ,وبعضهم ياتي من مسافة ساعة اة ساعتين بالقطار ,وهنا حقيقة مؤلمة جدا لابد من ذكرها وللاسف وجود اناس عباد رمضان فقط, واما اغلب الطلاب ,خصوصا البعيدين عن المسجد فياتون في نهاية الاسبوع وذلك بسبب وجود المحاضرات التي يمتد بعضها الى ما بعد الافطار ,واما نوع الافطار فهو رائع جدا ومكون من تمر وقهوة وحساء(قبل الصلاة) وبعد الصلاة يكون العشاء وهناك انواع كثيرة يصعب عدها
رمضان في بجراد
تحكي الاذاعية المصرية سمية البسيوني مدير برامج الفكر باذاعة صوت العرب عن رمضان في الغربة قائلة:قضيت رمضان في بلجراد بجمهورية صربيا حيث كنت بصحبة زوجي المهندس محمد فهمي وكان مسافرا في بعثة علمية للحصول على الدكتوراه وتاكدت انه لا يوجد احلى من رمضان في حضن الوطن والاهل الا اننا كنا نحاول كعرب مغتربين ان نجمع بغضنا البعض وكانت كل اسرة لها يوم تستضيف فيه باقي الاسر على الافطار طوال, رغم افتقارنا للجو الرمضاني الا اننا كنا حريصين على ان تكون العادات والتقاليد الرمضانية موجودة انما كنا ,فرمضان في بلجراد كان يتميز بالجو البارد وساعات الصيام الطويلة فكان ميعاد الافطاريزيد على المنطقة العربية بحوالي بساعتين وغالبا كنا لا نتناول السحور بسبب برودة الجو الذي لا يشجع على ان نستيقظ وقت السحور.
اما الاكلات على مائدة الافطار فقد كانت عربية 100\100 وكنا نحرص على عمل الكنافة والبقلاوة والسكرية واللحوم والقطايف والزبادي وقمر الدين بشكل عادي طوا الشهر.
14 ساعة صيام
ويقول د.فاروق ابو زيد عميد كلية الاعلام :قضيت رمضان لاكثر من مرة في خارج مصر_في لندن وباريس_ من نحو اكثر من من سبع سنوات ولم اشعر باي مظهر من مظاهر رمضان ولم استشعر حلاوة الصيام وفرحة وقت الافطار واهم شئ اتذكره عن لندن ان الصيام كان يمتد لاكثر من 14 ساعة واذكر في احدى المرات ان موعد المغرب امتد لساعات طويلة حتى شككت ان المغرب لابد ان يكون قد حان منذ وقت طويل وكدت ان افطر لكني عدت وتاكدت من الموعد وانتظرت وفي مرة اخرى كنت قادما من باريس وكانت الطائرة قد اقلعت قبل المغرب بفترة طويلة وبعد مضي حوالي ست ساعات قرر كل الركاب الا نفطر الا عندما يزول اخر ضوء للنهار من نافدة الطائرة ,وظللنا في انتظار اختفاء هذا الضوء ساعات طويلة حتى عرف كابتن الطائرة بالامر واخبرنا ان توقيت المناطق التي مررنا بها كان نهارا ولن يزول ضوء النهار الا بعد فترة طويلة وهنا قررنا الافطار حسب موعد الدولة التي انطلقنا منها ,اما اشد صعوبة في هذا الصيام فتكون برودة الجو في الخارج وعدم وجود اي احساس برمضان هناك لذلك قررت الا اسافر في رمضان ابدا الا اذا كنت مضطرا لذلك.
وتحكي د.فوزية عبد الستار رئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب المصري قائلة:اضطررت لقضاء رمضان من فترة في المانيا حيث كنت حاصلة على اجازة للحصول عى الدكتوراه وكان برفقتي زوجي وولداي الاثنان وطبيعي جاء علينا رمضان وهناك كنا نضطر الى الصوم الى حوالي التاسعة مساء لتاخر موعد المغرب والوقت لم يكن متاحا لتناول وجبة السحور لقصر الليل وبالتالي لم نكن نتناول السحور ابدا واذكر في احدى المرات اننا اضطررنا الى تناول الافطار بدون خبز لاننا كنا يم الاحد ولم يكن لدينا خبز بالمنزل وفي زحمة مسؤولياتي نسيت هذا حتى موعد الافطار والنتيجة ان زوجي اخد يبحث عن اي مكان مفتوح للحصول على الخبز فلم يجد لان يوم الاحد اجازة لكل الاعمال والنتيجة اننا قررنا سؤال الجيران فكان المكان الوحيد المفتوح هو مكان بالقرب من احدى المحطات وهي تبعد مسافة كبيرة عن منزلنا وبالفعل اضطر زوجي للذهاب اليه وعاد بعد موعد الافطار بحوالي ساعة حيث اضطررنا للافطار قرب موعد السحور تقريبا .
بهجة في السويد
على الرغم من حداثة عهد المسلمين بها مقارنة ببعض الدول الغربية التي هاجر اليها العرب والمسلمون قبل مائة سنة كفرنسا مثلا,فان الاسلام اصبح في المرتبة الثانية في السويد بعد المسيحية ,وتقر القوانين السويدية باحقية المسلمين في اداء مناسكهم وشعائرهم دون نقيصة.
وقبيل بداية شهر رمضان تعلن عن ذلك الجمعيات الاسلامية التي تبادر ايضا بتوزيع مواقيت الامساك والافطار ,وتعلن عن فتح المساجد لاداء صلاة التراويح او الاداء الجماعي للادعية والاذكار كما يفعل المسلمون في بلادهم ,اما وسائل الاعلام السويدية فتقوم بنقل صلاة عيد الفطر عند انقضاء شهر رمضان.
اما المطاعم والمحلات العربية والفارسية والتركية وغيرها فانها تتفنن في بيع ما تعود عليه المسلمون في بلادهم من مواد غذائية وحلويات وكل ماله صلة بالعادات في شهر رمضان.
ويفد المسلمون الى مسجد ستوكهولم المركزي وبقية المساجد الاسلامية المنتشرة في السويد كمسجد اوبسالا ومسجد مالمو ومسجد غوتنبورغ,ويسبق صلاة التراويح عادة تقديم موعضة عن فضل شهر الصيام او شرح اية من ايات القران الكريم او نصيحو للمسلمين في انسب الطرق لتربية ابنائهم وبناتهم ,ومن ثم الانطلاق الى صلاة التراويح , ويتم في بعض المساجد قراءة القران بشكل جماعي ومن ثم تلاوة الادعية الخاصة بشهر رمضان الكريم.
من استغراب الى الاعجاب
ويشير د.عبد العظيم المعطني الذي عاش رمضان في اكثر من دولة مبعوثا من قبل الازهر للاقليات المسلمة الى ان المسلمين في دول الغرب او الدول الغير اسلامية ينسى بعضهم مع زحمة العمل ومشاكل الحياة ان يعلمو اولادهم اصول الدين الاسلامي الذي ينتمون اليه,فتجد شبابا يحملون اسماء احمد ومحمد وعمر وعلي ولا يعرفون مبادئ دينهم.
والمسئ ان ابناء الديانات الاخرى يسالونهم :
لماذا لا تصومون الان فنحن نسمع ان المسلمين صائمون؟ولكن هذا لا ينفي ان المسلمين في شتى البقاع مازالو في خير وانهم دائما يبحثون عما يربطهم بدينهم,فيالجؤون الى المساجد التي تعد البوتقة التي تجمع المسلمين ليمارسو شعائرهم و يشعرو بالترابط والتلاحم والالفة فيما بينهم ,كذلك تقوم الجمعيات الاهلية في كثير من مدن وعواصم الغرب بعمل افطار جماعي في المساجد وتتبع ذلك دروس دينية وخطب وعظية ,فضلا عن صلاة التراويح..
وكثرا ما تدعو المساجد غير المسلمين الى موائد الافطار فتتحول دهشتهم واستغرابهم الى اعجاب وكثيرا ما يعتنق بعضهم الاسلام.
يارب أهدينا في الشهر الفضيل ْ يارب واحقظنا علي عهدك وكتابك ورسولك محمد صلي الله عليه وسلم
شكرا علي الطرح الموفق تحيتي العطرة
تحياتي لك اهلا بك في بيتك