الْحَق وَسَلَّة الْمُشَرِّع لِتَنْظِيْم الْمُجْتَمَع - بقلم المحامي عماد عبد المجيد


الْحَق وَسَلَّة الْمُشَرِّع لِتَنْظِيْم الْمُجْتَمَع


ذَلِك أَن الِلْإِنسَان بِطَبِيْعَتِه ..خَلَق بِحُبِّه لِعَدَم الِلإِنْعِزَال عَن بَنِي جِنْسِه

مَجْبُوْلَا عَلَي الْعَيْش فَي جَمَاة وَمَدْفُوّع لِذَلِك بِفَطَرْتّة..لَمَّا فِي هَذَا الْأَمْر مِن

تَلْبِيَة لِحَاجَاتِه الْدُّنْيَوِيَّة وَتَوْفِيْر وَسَائِل بَقَائِه حَيّا وَاسْتِمْرَار بَقَائِه.

وَنَظَرا لِأَن الْجَمَاعَة ضَرُوْرِيَّة لْحَيَاة الْانْسَان وَلَايْمَكَّن الْحَيَاة لِلْانْسَان مُنْعَزِلا

فَإِنَّه قَد يَنْشَأ بَعْض الْتَضَارُب فِي الْمَصَالِح بَيْن أَفْرَاد الْمُجْتَمَع الْوَاحِد..وَلَو

حَدَث ذَلِك الْتَضَارُب لَعَمَّت الْفَوْضَي وَالْفَسَاد فِي الْمُجْتَمَع مَع اسْتِمْرَار

الْتَضَارُب ..وَمِن هُنَا ظَهَرَت فِكْرَة( الْحَق)الَّتِي تُعْتَبَر أَسَاسُا لِلْنُّظُم الَّتِي

تَحْكُم الْبَشَر وَالْمُجْتَمِعَات وَظَهَرَت الْنَّظَرِيَّات الْفِكْرِيَّة وَالْفِقْهِيَّة حَوْلَهَا.. وَذَلِك

مِن (أَدَم ) عُلَيَّة الْسَّلَام مُرْوَرَا بِالرِسَالَات الْسَّمَاوِيَّة وَالَانْبِيَاء وَالْرُّسُل

وَحَتَّي عَصْرُنَا الْحَالِي بِقَوَانِينَة الْوَضْعِيَّة أَي الَّتِي مِن صُنْع الْبَشَر ..ذَلِك أَن

الْتَشْرِيعَات الْسَّمَاوِيَّة مَن عِنْد الْلَّه عَز وَجَل.

فَالْحَق صِفَة الَاهِيّة .. ثُم بَعْد ذَلِك وَسِيْلَة لِلْشَّرَائِع الْسَّمَاوِيَّة وَالوَضْعِيّة

لِتَنْظِيْم الْعَلَاقَة بَيْن الَبَشَر فِي الْمُجْتَمَعَات الِلْإِنْسانِيّة..فَإِذَا عَم الْفَسَاد

فَلْنَعْلَم أَن الْحَق قَد ضَاع بَيْنَنَا.

وَالْحَق وَسَيْلَة وَمكَرَنّة فِي الْمُجْتَمَعَات الانْسَانِيَّة يَجِب الْتَّمَسُّك بِهَا

وَالْسَّعْي لبَلْورْتا وَالِالْتِزَام بِهَا فَهِي الْسَّبِيل لِرُقِي الْشُّعُوْب

وَالْمُجْتَمِعَات..فَقَد لَعَن مَن ضَاع الْحَق بَيْنَهُم وَاللَّعْن الْطَرد مِن رَحْمَة الْلَّه

عَز وَجَل ..وَمِن هُنَا نْتَبَنِي فِكْرَة الْحَق لِتَكُوْن سَبِيِل شُعُوْبَنَا لِلْنُّهُوْض

بِّعُرُوْبَتِنَا وَامِتْنَا(أُمَّة الْمَجْد)كَمَا كَان يَحْلُو لِلْشَّاعِر(بَد الْمَجِيْد فَرْغَلِي )رَحْمَة

الْلَّه أَن يُسَمِّيَهَا وَكَانَت عُنْوَانَا لَاحْدَي قَصَائِدُه..وَلْتَكُن العُروبَتّة وَطَن

يَسْكُنُنَا بِدَايَّة لَحَق نَلْتَزِم بِه..وَعُنْوَانَا لَنَا ..

وَرَحِم الْلَّه شَيْخ شُعَرَاء صَعِيْد مِصْر قَال أَوَّل مَا قَال1951:
وَطَنِي
وَطَنِي فِدَاؤُك مُهْجَتِي وَكَفَانِي ... أَنِّي أَمُوْت عَلَي أَعَز مَكَان

سُبُل الْجِهَاد كَثِيْرَة وَأَجَلَهَا ... سَعْي الْفَتِي لِحِمَايَة الْأَوْطَان

وَخِتَامَا لِيَجْعَل الْلَّه الْحَق نِبْرَاسُنَا وَطَرِيْقُنَا وَسَبِيْلُنَا لِرُقِي أَمَتَّنَا

وإِسْتِعَادَة مُقَدَّسَاتِنَا وَحُقُوْقِنَا المُلُوْبة وَالْمَهْدَرَة ..فَهِي قَائِمَه عَلَي الْحَق

وَالْعَدْل ..الَّذِي سُكُوْن عُنْوَان الْمَقَال الْتَّالِي.
عِمَاد عَبْد الْمَجِيْد
الْمُحَامِي
وَطَنِي الْعُرُوبَة

منشورات مجلة Unknown بتاريخ 7:30 ص. أنظر قسم . نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم راسلنا

0 التعليقات على موضوع الْحَق وَسَلَّة الْمُشَرِّع لِتَنْظِيْم الْمُجْتَمَع - بقلم المحامي عماد عبد المجيد

علّق على الموضوع

أحدث المواضيع

آخر التعليقات

معرض الصور

تعريب وتطوير مكتبة خالدية.. جميع الحقوق محفوظة لمجلة بيتي وبيتك للإعلامية صبا العلي