كيفية الصبر على الزوجة

أن الإسلام عندما أمر الزوجة بطاعة زوجها أمر الزوج أيضا بالصبر على زوجته وعلى ما يصدر منها والإحسان إليها ، موضحا أن هذا الصبر يدخل في إطار المعاشرة بالمعروف التي أمرنا بها المولى تبارك وتعالى في قوله " وعاشروهن بالمعروف " وفي قوله أيضا " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف " .

وقال في محاضره صوتيه له نشرها موقع طريق الإسلام أن العلامة بن كثير يقول في مخاطبته للأزواج "طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها " أى أحسنوا الحديث معهن ولا تقولوا لهم القبيح لأن النبي صلى الله عيه وسلم يقول في الحديث الشريف " ولا تقبح " وبالتالي فإنه لا يصح أن نقبح القول مع المرأة كما لا يصح أن نقبح أقوالها وأفعالها وان نضربها دون حق ودون مبرر شرعي .

وأضاف، بحسب موقع "الفقه الإسلامي"، أن على الزوج أيضا أن يحسن اللباس أمام زوجته وان يرتدى لها ما تحبه وان يحسن مظهره أيضا وهو خارج معها وكذلك وهو في البيت فهي تحب أن تراه جميلا كما يحب هو الآخر أن يراها جميلة كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" حيث كان يمازحهن ويلاعبهن ويحترمهن كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما معناه " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم " فإذا أردنا أن يكتمل إيماننا فلنحسن أخلاقنا مع أبنائنا وآبائنا ونسائنا .

وأشار إلى أنه يجب على الزوجين أن يأمر كل منهما الآخر بالمعروف وينهاه عن المنكر بقول الله تعالى في كتابه الكريم " والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " فمن مقتضيات الإيمان عند الزوجين أن يأمر كل منهما الآخر بالمعروف وينهاه عن المنكر كما يقول جلا وعلا " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " ويكون ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة كما يقول صلى الله عليه وسلم " رحم الله رجلا قام من الليل فصلى ثم أيقظ أهله فصلت فان أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء " .

وأوضح أن رفض الزوج لنصيحة زوجته إذا أمرته بالمعروف ونهته عن المنكر يعد نوعا من الكبر الذي يرفضه الإسلام حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر " .

وأضاف أنه من الخطأ إذا كان في زوجة المسلم خلقا يكرهه ، جعله هو أساس التعامل معها، فيكفر جميلها، ويكفر أخلاقها الأخرى "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا " وعلى العاقل إنه يوازن ويعلم أن الشيطان حريص على التفريق بين الزوجين، وإفساد ذات البين بين الناس كلهم، فكيف بين الزوجين.

وأوضح أن على المسلم إنه يوازن،وأن يكون عاقلا ذو بصيرة، يوازن بين المصالح والمفاسد، ويكون عادلا في الإقرار بما عند زوجته من الفضائل والأخلاق الفاضلة، وما عندها من نقص، مشيرا إلى أن ذلك من شانه أن يساعد في تحقيق الألفة واستمرار بناء الأسرة، والتعاون على تربية الأولاد واستقامة الحال .